قصيدة بعنوان (نهر العيون) للشاعر جابر الخطاب
نـــــــــــهر العيون
جابر جعفر الخطاب
نظمت في تحية شاعر العرب الأكبر الجواهري عند عودته إلى الوطن عام 1969
بثي طيور َالمنى واستوطني المقلا فذا هزارك ِيا بغداد قد وصلا
ونقبي ما عساه ُ في حقائبه ِ إلى عيون المها من أنجم ٍ حملا
وألبسيه وشاح الزهر تكرمة ً فقد حَباك ِ عقودا ً لُمَعاً حُلَلا
عاد َابن ُ زيدون َ يشدو في وَلادته ِ وعاد قيس ٌ إلى ليلاه ُ مبتهلا
أننسج ُ الشوق َ إكليلا ً لموكبه ِ أم ننثر الورد َ في أفيائه ِ قُبَلا
يا عائد َ الدار حدثنا فما برحت أيامنا بك زهواً يسحر ُ المقلا
ونبنا عن غيوب ٍ أنت مطلعها وما يسرُ من الأيام مقتبلا
فدجلة ُ الخير إذ عاد َ الهزار ُ لها ترنم َ الطيرُ في أسحارها جذلا
فالليل ُ نهرُ عيون ٍ في قرارته ِ يود ُ منها عيون الشِعرِ ِ لو بُدِلا
والباسقاتُ ُ حسان ٌ في مفاتنها على الفراتين يزهو ظلها ثملا
والشمس ُ تبكي فقد مال َالنهارُ بها إلى المغيب ِ ولمّا ترتشف غزَلا
عقدت َ بوح َ لساني انه ُ وجل ٌ ماذا يقول ُ فم ُ الأشواق ِ لو سُئِلا
************
أبا فرات َولحن ُ العَود ِ يطربني يهزُ أعطاف َ قلب ٍ في اللِقا شُغِلا
ويا غريباً لنا من ليل غربته ِ ما حدَّث َ الطيرُ في همس ٍ وما نقَلا
وسائدُ الشفق ِ الذاكي شوارده ُ تغفو النجوم ُ على أبرادها كتلا
وبكَّرَ البدرُ مدعواً لمنزله ِ فمال َ من دجلة ِ الأسحار فاغتسلا
يا عائداً لديار ٍ عزَّ فرقدُها أنعم فشخصك َ في أعماقنا نزَلا
***********
أبا فراتَ ولي في الحب شاكية ٌ لا أظلمَنَ الهوى إن الهوى قتَلا
ما عادفي الحب ِ قيس ٌ يُستَضاءُ به ِ ولم تعُد في الهوى ليلى كما أمُلا
وأينعت في ظلال ِالأنس ِ أفئدة ٌ خضراء ُ يدنو صباها كلما رحلا
فخَل ِ حواءَ ترمينا بجافية ٍ بالدَل ِ آناً وبالتأويه ِ مفتَعَلا
فان شكتنا فها إنا تلامذة ٌ في حبها نجتني من طبعها المثلا
لم نظلم الحب َ مثقالاً فيظلمنا إنا بلَونا الهوى أشواطه ُ وبَلا
*************
أترعت َ كأسك َ أوصاباً معلِلَة وذقت َ في العمر ِ أيَّ الضُر ِ مُحتَمَلا
من الحنين جراح ُ البُعد ِ فاغرة تنزو فتبعث ُ من آهاتها الرسلا
تستحلف ُ الليل َ أطيافا ً لمغترب ٍ عن الديار يَوَدُ الطرف َ مكتحلا
ما أبخس َ التبرَ في أبهى مناجمه ِ إلى لهاث ِ عذوق ٍ تبرُها اشتعلا
وما أذلَ خمور الكون أعتقها إلى شفاه فرات ٍ تمتلي عسلا
وغربة ُ الفكر ِ ليل ٌ دون روعته ِ تعانق ُ الروح ُ في أوطانها الأجلا